"بعدك على بالي يا قمر الحلوين
يا زهرة بتشرين يا دهبي الغالي"
أثناء مشاهدتها للتلفاز والتغيير المستمر لقنواته جاءت تلك الكلمات على مسماعها
فثبتت على تلك القناة التى بها هذه الأغنيه التى لم تسمعها منذ زمن بعيد
هى كلمات أغنية فيروز التى جعلتها شردت بذهنها وهزت قلبها وذكرتها بحبها الساكن فى قلبها من زمن مضى حتى ارتعشت رعشه تشبه تلك الرعشه التى ارتعشتها عندما اهدائها حبيبها تلك الأغنيه أول مرة ليعبر عن حبه لها
فتذكرت طيفه وملامحه وابتساماته وكلماته التى كانت مليئه بالدفء والحنان
أحبته كثيراً شعرت بصدق مشاعره ووعوده
فهى أول مره تتحدث لشاب بتلك السهوله
ولا تعرف ابداً أن تتعامل مع الجنس الأخر من البشر
كانت أول مره تتحدث مع هذا الفتى الذى حاول أن يقترب منها مرات ومرات ويلفت انتباها كثيراً
ولكن فى كل مره كانت تحاول أن تعامله بأخوه شديده حتى لا يتعدى حدوده معها
فقط لا تريد أن يتعلق قلبها بشخص فى الخفى وتغضب ربها
"فهى فتاة ملتزمه وتحلم بفتى أحلام يسمو بحبهما إلى شئ يرضى الله
كانت تبلغ العشرين من عمرها أن ذاك فى السنه الأخيرة بالجامعه"
كانت تحاول دائماً تحافظ على مشاعرها ولا تبوح بها ولكن حبه ينبض فى قلبها
فهو أول رجل يدخل قلبها ويقتحم وحدتها أحبته كثيراً ووثقت به
وأحست أن بداخله نقاء والتزام من مجرد كلماته التى دائماً تتصف بطابع التدين
تكلمت معه كثيراً عرف عنها الكثير ولكن هى لم تعرف عنه إلا القليل
وفى يوم سألته هل كان يوجد أحد فى حياتك قبل أن تعرفنى..؟!
سكت لحظه ثم قال لها:كان ماضى لكن صدقينى أنتِ أملى فى الحياة
إبتسمت ابتسامه تدارى بها ما شعرت به....
فهى شعرت بإحساس غريب ملئ بالخوف قلبها يقول لها:
أنها بالنسبه لحبيبها مجرد مرحله يحاول ينسى بها حبيبته السابقه
وصراع بين إحساسها وقلبها وكلما تقرر أن تبعد تتراجع مره أخرى عن قرارها
لانها تعلقت به وأحست أنها فى بعاده ستعيش جسد بلا روح
ولا تستطيع أن يمر يوماً دون أن تسمع صوته وتتحدث إليه حتى يطمئن قلبها عليه
وإذا مر يوماً دون أن تتطمئن عليه تشعر انها ينقصها شئ ويومها أصبح كئيب
فى يوم قرارا أن يتقابلا ويحددان أحلامهما سويا وكيف تتم الخطبه ويوافق أهلها عليه
قلبها كان يطيرٌ فرحاً وكان أول لقاء يجمعهما خارج أسوار الجامعه
ولكن دائماً كان إحساسها يخوفها أن هناك شئ ما سوف يبعدها عنه
تذكرت تلك اللحظه المريره وما شعرت به من ألم
مر أسبوع وهى تنتظر مكالمته وكلما كانت تحدثه يقول لها:
سامحينى عندى الكثير من الاشغال وإن شاء الله سوف نتقابل قريباً
لكن كان يخفى وراء تبريراته هذه ما يشعر به من احساس بداخله هو....
أنه سوف يظلمها وأنه مازال قلبه متعلق بحبيبته التى أحبها فى الماضى
جاء اليوم الذى سيتقابلان فيه لكن مازال احساسها بالخوف والحزن ان هناك شئ ما سوف يحدث وقلبها مصمم يكذب إحساسها
وجاء اليوم والموعد الذى سيتقابلان فيه ورتبت امورها لتذهب إلى المكان المحدد
وقبل أن تخرج من باب منزلها رن هاتفها أنه هو فردت عليه بفرحة عارمه اعتقاداً منها انه يستعجلها وانه ينتظرها فى المكان الذى سيتقابلان فيه من قبل ميعادهما بساعه والقت السلام
ورد عليها السلام ثم قال لها: انا ترددت كثيراَ أن أقول لكِ :....
فقالت له : خيراً هل هناك شئ ما حدث لك طمنى لقد قلق قلبى
فقال لها : لا لا ابداً أطمئنى ولكن لا داعى أن تأتى واتمنى أن تستمعى لكلامى للنهايه أتمنى أن تعذرينى أنا خائف عليكِ أن أظلمك وأنتِ إنسانه جميله وبداخلك نقاء لا استحقه وتستاهلى كل خير لكن ظروفى صعبه ولا أستطيع أنى أظلمك معى أكثر وأخاف أن أسبب لكِ فى جروحاً كثيرة
وصدقينى لو ربنا اراد يكون فيه نصيب نتقابل مرة آخرى
أتمنى تكون ظروفى أفضل ويكون فيه نصيب يجمع بيننا إن شاء الله
نزلت الصدمه عليها كانها زلزال أو بركان انفجر ودموعها على خدها مثل المطر
تحجر لسانها لا تعرف ماذا تقول أو بما تنطق قالت له حاجات كثيرة لا تذكر شيئاً مما قالته سوى
"أنا كنت حاسه بجد أنك بتبعد لكن اللى بيحب بجد بيعمل المستحيل وأنت واضح كدا محبتنيش"
وأقفلت هاتفها وجرت مسرعه إلى غرفتها حزينه بقلبها حسره لم تكن تشعر بها من قبل
وانغلقت على نفسها ومرضت من كثرة الحزن الذى يمزق قلبها الصغير
تذكرت تلك اللحظه المريره وكلماته ووعده أنها أمله ولن يفرط فى حبها مطلقاً كانت تحدث نفسها ياليته قال لى أنه لم يحبنى ولم يقل لى الظروف كنت سوف أنساه ولا أعيش على ذكراه وبعد شفائها ضعفت وحاولت كثيراُ تكلمه تفهمه انها بدونه لا شئ وانه هو الحياة وانها لا تريد العيش بدونه او تكون لشخص غيره وانها سوف تتحمل وتنتظره حتى يتقدم لخطبتها
ولكن هيهأت لا سماع لمن تنادى لانه كان يرى أن هذا أفضل إليها وأن هذا خيرإليها وإليه
ومرت الايام بل وسنوات وفتحت الحساب الخاص بها على الإنترنت فرآت إيضا حساب حبيبها إيضا مفتوح صدفه فرحت جداً ونست ما سببه لها من الألم والحسرة فهو مازال حبها وسرها الوحيد فأسرعت لكى تحدثه
فسلمت عليه وهو إيضا سلم عليها سألها: انتِ بخير..!! ردت وقالت: الحمدلله
وأنت كيف حالك ..!قال لها :انا الحمدلله بخير وسعيد انى بكلمك ولي الشرف...
سكتت لحظه وتذكرت ما قالته له فى آخر مره ومدى عصبيتها فخافت أن يكون كلامها قاسى وسبب له جرح
وكان الكلام مر عليه سنين لكن مازالت متذكره هى كل شئ
فقالت له:أتمنى تسامحنى لو بجد قولت شئ جرحك لم أكن أقصد كان خارج عن ارادتى لكن كان بداخلها كلاماً كثيراَ تاه منها ولم تكمله
قال لها: الحمدلله انكِ فتحتِ الحديث فى هذا الموضوع
انا كنت أتمنى اراكِ حتى اقول لكِ أن تسامحينى
وتصدقينى لو قولت لكِ أن حياتك بعيد عنى هى الخير ليكِ
وظنى فيا الخير انتِ لم تعرفى عنى إلا القليل
وحالتنا مروا بها الكثير من الناس وكل شئ قسمه ونصيب ولا أحد يعرف أين الخير
قالت له:لكن أنت قلبت حياتى
قال لها:وأنا كمان قلبت حياتى إنسانه كنت بحبها لكن لم تفكر مره واحده أن تتحدث لى أوحتى تقول لى أسباب بعدها وتبين وجهه نظرها فى بعدها عنى
"عشان كدا أنا بكلمك دلوقتى عشان حاسس باللى انتى فيه وخايف تكونى زعلانه منى ومش مسمحانى"
قالت له:وهل تشعر أنك ظلمتنى؟؟أطمئن أنا نسيت وسامحتك لكن بداخلها كلام كثير لم تقدر على البوح به
"بس كل اللى قالته جواها من غير ماتقوله ليه :ياريتك بجد تعرف مدى حبى ليك وانك سرى الوحيد مكنتش فكرت تبعد ولاحتى تركتنى متعلقه بيك اعانى من بعدك
ياريتك بجد كنت فى وقتها تقولى انى مش بالنسبه ليك حب وانك مازلت متعلق بالماضى
كنت ممكن مزعلش ولا حتى افكر فيك واجيب اللوم على الظروف ولا كنت ادور على شبيه ليك بس انت عمرك ما هيكون فى حد يشبه اخلاقك ولا التزامك ولا هعرف اصدقه زى ما صدقتك ولو تعرف انى بتمنى اعاملك بس كاخ دلوقتى عشان اطمن عليك واشعر بالامان
لو وقعت فى مشكله الاقيك جنبى لان بقربك بشعر بالامان وبصدق كل كلامك وباخد بيه
و لكن ما زالت تشعر بأن قلبها ينبُض بِحبه
و تحاول أن تُخمد هذا النبض ولن يصح أبداً لأنه أصبح مستحيل !!
بس فضل جواها الكلام دا لانها مش قادره توصله إحساسها لانه أصبح مجرد ذكرى وفى الماضى ومش هينفع ترجع تانى اللى كان
وظلت هكذا تعامله كأخ إلى أن تقدر أو يشاء القدر أن تبعد وتنساه او تتناسه كل شئ وتعتبره طيف أو حلم جميل
فهو أصبح طيف عابر فى حياتها ولكن طيف كان بمثابه حب وأمل لقلبها وسيأظل ذكرى لا تمحى من ذاكرتها
بقلمى